الملك المتواضع
يحكى أن ملكا عظيما كان بين الحين والآخر يتحدث مع رعاياه متخفيا
وذات مرة اتخذ شكل رجل فقير, وارتدى ثيابا بالية , وذهب الى أفقر أحياء مدينته. وهناك اختار أحد البيوت الفقيرة جدا وقرع الباب, وعندما دخل وجد رجلا يجلس على الأرض وسط الأتربة فجلس بقربه وأخذا يتحدثان معا. تكرّرت هذه الزيارة عدة مرات, حتى أن هذا الفقير تعلّق بالملك وصارا صديقين
وكان يحكي له عن أسراره وأتعابه كلها. وبعد فترة من الزمن قرر الملك أن يعلن لصديقه عن حقيقته. فقال له لست فقيرا مثلك , فالحقيقة أني أنا هو الملك , إنك تستطيع أن تكون غنيا , إنني أستطيع أن أصدر أمرا بتعينك في أعظم وظيفة, اطلب مني ما شئت وأنا أحقّقه لك
فأجابه الفقير : ما هذا الذي فعلته معي يا سيدي؟ أتترك قصرك وتتخلّى عن مجدك وتأتي لتجلس معي في هذا الموضع الوضيع , وتشاركني همومي وتقاسمني أحزاني ؟ لقد قدّمت لكثيرين من رعاياك عطايا ثمينة, أما أنا فقد وهبت لي ذاتك . إن طلبتي الوحيدة هي أن لا تحرمني منك , وأن تظل دائما صديقي الذي أحبه ويحبني.
هذا ما عمله المسيح معنا, إذ أخلى نفسه آخذا صورة عبد , واتخذ جسدا وعاش به على أرضنا، بذل نفسه فدية لأجلنا
فهل أدركت حتى الآن معنى ما عمل المسيح لأجلك؟
هل تطلب هدايا وعطايا من ذلك الملك؟
أم أنك تطلب المُعطي نفسه؟
فما أكثر المرّات التي نهتم فيها بعطايا الرب وليس بالرب المعطي
الاثنين، 30 أغسطس 2010
الملك المتواضع
2:15 ص
تعليقين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
لقد قال الربّ الإله: " ليس من حبّ أعظم، من أن نبذل الحياة من أجل الآخرين..." وهنا في هذه القصّة: ليس من عطاءأعظم، من أن يعطي الإنسان ذاته للآخرين...من وقته،من مواهبه،من فرحه...فالحبّ الأعظم والعطاء الأعظم إذن أن نعيش مع الآخر ،أن نكون للآخر، أن نقيم مع اللآخر ونتشارك بما منحنا الله من نَعم ومواهب وعطايا...من هنا أهميّة وضرورة الجماعة التي فيها يعيش الشخص من أجل الجماعة
ردحذفالفرح والسعادة الحقيقية هي المحبة ....وامام هذه الكلمة لاوجود للاشياء الدنيوية ....فان تشعر بوجود شخص محب بقربك هذا فرح عظيم وأن تعطي المحبة والاصغاء لشخص ما ...فهذا فرح أعظم ...اجمل هدية.... المحبة
ردحذف(الله محبة)