This is default featured slide 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

This is default featured slide 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.This theme is Bloggerized by Lasantha Bandara - Premiumbloggertemplates.com.

الاثنين، 30 أغسطس 2010

الملك المتواضع

الملك المتواضع
يحكى أن ملكا عظيما كان بين الحين والآخر يتحدث مع رعاياه متخفيا
وذات مرة اتخذ شكل رجل فقير, وارتدى ثيابا بالية , وذهب الى أفقر أحياء مدينته. وهناك اختار أحد البيوت الفقيرة جدا وقرع الباب, وعندما دخل وجد رجلا يجلس على الأرض وسط الأتربة فجلس بقربه وأخذا يتحدثان معا. تكرّرت هذه الزيارة عدة مرات, حتى أن هذا الفقير تعلّق بالملك وصارا صديقين
وكان يحكي له عن أسراره وأتعابه كلها. وبعد فترة من الزمن قرر الملك أن يعلن لصديقه عن حقيقته. فقال له لست فقيرا مثلك , فالحقيقة أني أنا هو الملك , إنك تستطيع أن تكون غنيا , إنني أستطيع أن أصدر أمرا بتعينك في أعظم وظيفة, اطلب مني ما شئت وأنا أحقّقه لك
فأجابه الفقير : ما هذا الذي فعلته معي يا سيدي؟ أتترك قصرك وتتخلّى عن مجدك وتأتي لتجلس معي في هذا الموضع الوضيع , وتشاركني همومي وتقاسمني أحزاني ؟ لقد قدّمت لكثيرين من رعاياك عطايا ثمينة, أما أنا فقد وهبت لي ذاتك . إن طلبتي الوحيدة هي أن لا تحرمني منك , وأن تظل دائما صديقي الذي أحبه ويحبني.
هذا ما عمله المسيح معنا, إذ أخلى نفسه آخذا صورة عبد , واتخذ جسدا وعاش به على أرضنا، بذل نفسه فدية لأجلنا
فهل أدركت حتى الآن معنى ما عمل المسيح لأجلك؟
هل تطلب هدايا وعطايا من ذلك الملك؟
أم أنك تطلب المُعطي نفسه؟
فما أكثر المرّات التي نهتم فيها بعطايا الرب وليس بالرب المعطي

الأحد، 29 أغسطس 2010

قطع رأس يوحنا المعمدان

قطع رأس يوحنا المعمدان
تحتفل الكنيسة المقدسة في هذا اليوم المبارك 29 آب بذكرى استشهاد القديس العظيم مار يوحنا المعمدان. يوحنا المعمدان هذا الذي يسمى السابق، هو الذي سبق الرب بميلاده قبل الرب بالجسد بستة أشهر، وكان يشهد عن الرب أنه هو المسيح المنتظر، كما أنه نال نعمة عظيمة من الرب إذ استحق أن يضع يده على هامة الرب ويعمّده، والرب يسوع قال عنه: لم يقم من بين مواليد النساء نبي أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الصغير في ملكوت الله هو أعظم منه . ظهرت عظمته بجرأته وشجاعته بإعلان الحق، عدم خوفه من الناس، يقول كلمة الحق التي هي كلمة السماء، حتى أنه وبّخ هيرودس الملك لأنه أخذ امرأة أخيه فيلبس وهو لا يزال حيّاً، فحقدت عليه هيروديّا، وفي ذكرى مولد هيرودس بدل أن يشكر الله على ماهو عليه انهمك بالسكر والعربدة والاستهتار واللاأخلاقية .يذكر الإنجيل المقدس أنه في ذلك اليوم وفي تلك الليلة المظلمة رقصت ابنة هيروديا "صالومي" فأعجبت الملك وكان قد أقسم أن يعطيها نصف مملكته ، فطلبت رأس يوحنا المعمدان وذلك بعد استشارة والدتها. ونستطيع القول هنا أن الملك لم يكن ملكاً، بل كان عبداً لشهواته، ورأس يوحنا المعمدان أغلى وأثمن من كل ممالك الأرض.

ناظمو الموسيقى البيزنطية غالباً ما يتحدثون عن السابق باعتباره "مصباح الشمس" و يعتبرونه أيضاً "الكارز بالنور". كل هذه العبارات تتشابه في قولها إن المسيح السيّد هو الشمس والنور. وتشبيه المسيح بـ"شمس العدل" المرتلة في عيد ميلاد المسيح، أُخذت من النبوءة المسيحانية لملاخي النبي 2:4 الذي يعلن أنه سوف "تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها".
في إنجيل يوحنا، يُظهر المسيح نفسَه باعتباره "نور العالم" (يو 12:8) و"النور الحقيقي" (يو 9:1). ويُحدّد يوحنا الإنجيلي أن يوحنا المعمدان كسابق جاء لـ"يشهد للنور" (يو 7:1)، ويوضح في مقدّمته: "لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" (يو 8:1) والواقع أن، المسيح نفسه يقول عن يوحنا المعمدان في يو 35:5 أنه "هو السراج الموقد المنير".
موضوع "المصباح" و"الشمس" قديم، إذ إنه كما ذكرنا آنفاً، دفع الكنيسة في روما لتحديد عيد ميلاد المسيح في 25 كانون الأول، إبتداء من القرن الرابع، حالاً محلّ عيد عبادة الشمس المحدد في يوم انقلاب الشتاء. منذ ذلك الحين، عُيّن عيد ميلاد السابق في 24 حزيران، لا فقط لأنه يكبره بستة أشهر، بل لأن هذا اليوم يقع فيه انقلاب الصيف، الذي يبدأ بعده النهار في الإنتقاص. وقد أخذت الكنيسة في الإعتبار، مرة أخرى، شهادة المعمدان، المذكورة في إنجيل يوحنا: "ينبغي له أن يزيد ولي أنا أن أنقص" (يو 30:3).

الجمعة، 27 أغسطس 2010

نور وجهك يكفيني

منذ زمان بعيد، عاش رجل كان يحب كل الناس ويُقدِّم خدمة لكل مَن يُقابله.
لذلك، أرسل الله له ملاكاً ليتكلَّم معه، فكلَّمه قائلاً:
- ”لقد كلَّفني الله أن آتي إليك وأفتقدك، وأُخبرك أنه يريد أن يُكافئك من أجل صلاحك. فيُمكنك أن تنال أية عطية من الله تريدها. هل تريد مثلاً موهبة الشفاء؟“
فردَّ الرجل على الملاك:
- ”بالطبع لا، فأنا أُفضِّل أن يختار الله مَن هو أكثر كفاءة مني!“
فعاد الملاك يقول له:
- ”وما رأيك في موهبة ردِّ الخطاة إلى الله؟“
فردَّ الرجل:
- ”هذا عمل أُناس ملائكة مثلك أنت أيها الملاك، فأنا لا أُريد أن أنال تكريماً من أحد، ولا أن أخدم في موقع دائم يُصيبني منه المديح“.

فأجابه الملاك:
- ”اسمع، أنا لا يمكنني أن أرجع ثانية إلى السماء دون أن أمنحك من الله عطية صالحة، فما دمتَ أنت لا تريد أن تختار! لذلك فسأختار أنا لك واحدة“.

فردَّ عليه الرجل الطيِّب، بعد أن فكَّر في الأمر مليّاً:
- ”ليكن، فأنا لا أُمانع أن يجري العمل الصالح من خلالي ولكن دون أن يُلاحظه أحد، ولا حتى أنا أُلاحظه، وإلاَّ فإني أقع في خطية المجد الباطل!“
+++++
حينئذ رتَّب الملاك للرجل أن يكون ظلُّه هو الذي ينال موهبة شفاء الآخرين. وهذا يستدعي أن تكون الشمس مشرقة على وجهه، أي يقع ضوؤها على وجه الرجل ويحدث الشفاء من ورائه.
وبهذه الطريقة، فأينما ذهب الرجل، كان المرضى يُشفَوْن، والأرض تصير خصبة، والحزانى يستردُّون فرحهم، طالما تُشرق الشمس على وجه الرجل، وظلُّه خلفه.
وظل الرجل يجول في الأرض سنوات عديدة، وهو لا يدري بالمعجزات التي تتم من خلاله، لأنه كلما واجه الشمس، كان ظلُّه خلفه يصنع المعجزات وهو لا يدري.
وبهذه الموهبة عاش الرجل ومات وهو لا يدري شيئاً عن قداسته، ولا ما تمَّ بواسطته!!
+++++ +

الاثنين، 9 أغسطس 2010

تعالوا إلى يسوع


الراعي الصالح
بينما كان أحدُ الرجال يتنـزّه على سفح جبل، تناهت إلى أسماعه أنغام ناي عذبة. فسار نحو مصدر هذه الأنغام، فرأى راعيًا جالسًا في ظل شجرة كبيرة، يعزف على الناي والغنم حوله يلتهم العشب الأخضر بهدوء. فحيّا الرجلُ الراعي وسأله عن حال القطيع. فبدأ الراعي يحدّث زائره عن الخراف وخصال كلّ واحد منها. فتعجّب الرجل من الكلام ولم يصدّق أن الراعي يعرف خرافَه، وأن خرافه تعرفه، وأنه يدعو كلّ واحد منها باسمه. فنهض الراعي من مكانه ونادى اسماً، فأتى إليه خروف، وبقي باقي القطيع في مكانه. ونادى اسماً ثانيًا، فأتاه خروف آخر، وبقي القطيع في مكانه. ونادى اسمًا ثالثا ورابعا حتى حضرت الخراف إليه واحدًا واحدًا. فدُهش الرجل مما رأى، وسأل الراعي كيف يميّز الخراف وهي متشابهة. فابتسم الراعي وقال: "هذا أمر في غاية السهولة، ففي هذا الخروف قطعة صوف مقطوعة، وفي ذلك نقطة سوداء، وفي هذه النعجة جرح، وتلك مقطوعة الأذن ..."فسأل الرجل: "أليس في القطيع خروف كامل؟"فابتسم الراعي وقال: "إن الخراف الكاملة لا تحتاج إليّ..."

وأنت يا صديقي، لا تخف من نقصك، ولا تخف من اختلاف الآخرين ونقصهم...
فالله يحبّك ويحبّهم ويريدك أن تحبّ نفسك وتقبلها ، وأن تحبّهم وتقبلهم...
فتعيش الانفتاح والوحدة والمحبّة...
فلا تنتظر حتى تصبح قدّيس لكي تأتي إلى يسوع، عندها تكون قد استغنيت عنه، لأنّ الأصحاء لا يحتاجوا إلى طبيب، والمسيح جاء ليخلّص ما قد هلك، دخل وتعشّى مع الخطأة، وكان الخلاص...
فكّر بالموضوع...وعبّر عن رأيك

الجمعة، 6 أغسطس 2010

نتعلّم أكثر لنحبّهم أفضل


إرشادات لأولياء أمور الإخوة في تعاملهم مع أبنائهم

1/ امتدح نجاح طفلك والأعمال التي يعملها بشكل صحيح حتى ولو كانت صغيرة .
2/ أعط طفلك الملاطفة الجسمانية والدعم مثل : التربيت على الكتف ، لكون الأطفال الصغار وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا يستوعبون كلمات الثناء وحدها .
3/ تكلم مع طفلك بوضوح وبصوت عادي ، حيث إنه من غير المفيد أن تتكلم إلى الطفل بطريقة تحدث طفولي ، أو بالصراخ على الطفل الذي لديه إعاقة في السمع .
4/ استخدام أكثر من طريقة كلما كان ذلك ممكناً للتحدث مع طفلك عن أشياء حوله . فدعه يلمس ، ويتذوق ، ويشم الأشياء ، حيث إن استخدام جميع الحواس مهم خاصة مع الأطفال الذين لديهم مشكلات حسية .
5/ التزم بشكل ثابت بما تقول ، وما تعمل لكي لا يؤدي ذلك إلى إرباك الطفل في معرفة الصواب من الخطأ .
6/ التزم أنت وبقية أفراد الأسرة على سياسة موحدة في معاملة الطفل .
7/ لا تفرط في تدليل طفلك ولا تبخل عليه بالثناء على نجاحه .
8/ شجع طفلك في استخدام المعينات السمعية والبصرية والأجهزة التعويضية بأسلوب محبب على سياسة موحدة في معاملة الطفل .
9/ عندما لا تنجح طريقة ما لمساعدة طفلك لكي يتعلم فحاول تجريب أساليب أخرى باستخدام أساليب التعزيز الإيجابي .
10/ اعمل على توفير خبرات متنوعة عن طريق اللعب والخبرة المباشرة بقدر الإمكان .
11/ تعامل وتخاطب مع طفلك باحترام وتقدير دون استهزاء .
12/ عود طفلك على تحمل المسئولية في إمكاناته .
13/ أتح الفرصة لطفلك في اختيار احتياجاته الخاصة مما يعطيه الثقة في النفس واتخاذ القرار .
14/ شجع طفلك على الاعتماد على نفسه في حل واجباته المدرسية مع توجيهه بطريقة غير مباشرة .
15/ شجع طفلك على اللعب وتكوين علاقات اجتماعية وأقرانه في العائلة أو الحي أو المدرسة .
16/ لا تعاتب طفلك على إتلاف الألعاب التي تقوم بشرائها له ويمكنك توجيهه بالمحافظة عليها .
17/ لاحظ قدرات ابنك وحاول تنميتها

الخميس، 5 أغسطس 2010

إيقونة التجلّي


إيقونة التجلّي

نجد في إيقونة التجلّي دومًا إبداعًا عظيمًا ولاهوتًا كبيرًا. نرى أمامنا ثلاث مرتفعات يحتلّ المتوسّط منها السيّد وهو متلألئ بالنور ولابس الضياء كالثوب، محاطًا بهالات المجد: دوائر متمركزة عليه ونجمة برّاقة تحتضنه. مظهره يدلّ بوضوح على أنّه شعاع الآب المشرق. يبارك بيده اليمنى المسكونة، وفي يده اليسرى ملف الكتب لأنّه هو تفسيرها وخلاصتها: إنّه كلمة الله. من شخصه ينبعث فيض نور ينعكس على الجبل فيتجلّى هو أيضًا متحوّلاً من أحمر قاتم إلى ذهبيّ صخب. براعة الفنّان تجعلنا نشعر وكأنّ المسيح بعيد جدًّا عن تلاميذه. في الإيقونة أبعاد سماويّة وكأنّي بالمسيح مختطف إلى السماء وهو على الأرض في الوقت نفسه. ثلاثة شعاعات تنطلق من ثياب المسيح وكلّ واحد منها ينصبّ بقوّة في أحد التلاميذ: هنا رمز للثالوث الحاضن أبدًا كلّ مشروع إلهيّ.
موسى وإيليّا منتصبان كلّ واحد على مرتفع، يحيطان بالسيّد موضحين أنّ الربّ إله الأحياء والأموات. فاللذان عاينا شيئًا من مجد الله في العهد القديم يستحقّان أن يتأمّلا المجد المنسكب في المسيح مباشرة ويشهدا له. موسى رمز للشريعة وإيليّا رمز للأنبياء. موسى رمز للفصح والعبور وإيليّا رمز للانبعاث. إيليّا يشير إلى المسيح بيده اليمنى وأمّا موسى فيحمل لوحات الشريعة يحنيها أمام المسيح : فالربّ الإله هو معطي الشريعة وسيّدها.

"الناموس بموسى أعطي أمّا النعمة والحق فبيسوع المسيح قد حصلا."

عيد تجلّي ربّنا يسوع المسيح له المجد



عيد التجلّي

الوضعيّة البشريّة: من السماء إلى الأرض ومن الإنسانيّ إلى الإلهيّ دون تشويهٍ أو امتزاج. في الواقع، على الجبل العالي، في ثابور، لم يجر أيّ انتقالٍ من الواحد إلى الآخر. لم يلغ شيءٌ ولم تحدث أيّة قطيعةٍ أو انفصامٍ جوهريّ. الطبيعة البشريّة والطبيعة الإلهيّة تتداخلان دون أن تتضارب أو تتلاشى. كلتاهما موجودتان في ضياء الله. الأمر يتعلّق بالجمال القديم، بالوضعيّة المحض بشريّة، والتي لم يشوّهها الشرّ بعد، وضعيّة المخلوق كما كوّنه الخالق. وهكذا يعطي المسيح مثالاً للحالة النهائيّة الشموليّة للإنسان عندما يتماسك مع الله في الحقّ، مشعّاً بالنور الإلهيّ. إنّه يشير إلى إعادة بنيان الحالة الفردوسيّة. آدم الجديد يظهر ما كان عليه القديم قبل أن يعرف الخير والشرّ والموت. وضعيّة الإنسان هذه عندما يصار إليها، مثولاً في حضرة الله، يصبح الأبديّ شيئاً من الواقع. التلاميذ "وقد غلبهم النعاس" "يستفيقون" ويرون " مجد يسوع". كلّ الظلمات تتبدّد. ويظهر النور الإلهيّ الجمال الحقيقيّ للمخلوق. إحدى النتائج الأوّليّة تكون انعدام الفصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات. ولنا في تواجد موسى وإيليّا بجانب الإله - الإنسان المتجلّي على ذلك خير دليل. الأمر يصبح جدّ طبيعيّ لدرجة عدم استحالة رؤيته على التلاميذ الذين " رأوا". وهذه الرؤيا يكلّلها الارتياح والحالة الفضلى :" يا ربّ، حسنٌ أن نكون ههنا. فإن شئت نصبت ههنا ثلاث خيم: واحدةً لك وواحدةً لموسى وواحدةً لإيليّا". لم يكن يدري ما يقول، يشير مرقس ولوقا، لكونه أخذ من شدّة الفرح والهلع. ولكن يا للأسف ! لا يمكنه المكوث هناك. فعلى المسيح يترتّب احتمال الصليب بعد، وعلى التلاميذ استكمال مسيرة جهادهم على هذه الأرض: على بطرس بعد إنكاره المسيح أن يشهد له حتّى الاستشهاد، على يعقوب أن يؤسّس أوّل كنيسةٍ ويعاني أيضاً مرارة الاستشهاد كما أنبئ له آنفاً (لو16:21)، وعلى يوحنّا بعد أن يصبح كوكب الناطقين باللاهوت. لم يعد يسوع وموسى وإيليّا في السماء فقط. إنّهم هنا على الجبل أمام التلاميذ. الله معنا. الإله - الإنسان، الخالد، خلال هذه اللحظات من حياته الأرضيّة، يجمع نبيّين من الماضي بثلاثة رجالٍ من الحاضر. ويشرع يكلّمهم، الخمسة، وهؤلاء يكلّمونه أيضاً. هو يظهر نفسه لهم ويظهرهم بعضهم لبعض، لأنّه إله الأحياء (لو38:20).
التربية على المجد بالصليب: " لقد ذهبت بتلاميذك إلى جبلٍ عالٍ، قبل صلبك يا ربّ، وتجلّيت أمامهم منيراً إيّاهم بأشّعّة القوّة. فمن جهةٍ حبٌّ للبشر، ومن أخرى سلطةٌ وسيادة. على أنّك أردت أن تعلن نور القيامة. التي نسأل أللهمّ أن تؤهّلنا لها بسلامةٍ، فإنّك رحيمٌ ومحبٌّ للبشر"
لا يجب أن ننسى أنّ التجلّي حدث في لحظةٍ من لحظات التاريخ لم يكن التلاميذ فيها قد أنهوا مسيرة نموّهم الروحيّ. صيّادون بسطاء، ما زالوا يعتبرون السيّد " الربّاني يسوع" أي المعلّم .لقد رأوا الشفاءات والمعجزات وتكثير الخبزات، وسمعوا الكلمات الغريبة والتبشير الجديد التي قلبت كيانهم اليهوديّ رأساً على عقب لكنّ أذهانهم لم تكن بعد قد فتحت لتفهم الكتب. ما زلنا قبل العنصرة . ورغم ذلك سألهم يسوع قبل الحادثة بأسبوعٍ واحد:" من تقول الناس أنّ ابن الإنسان هو؟" أجابوه:" البعض يقول أنّك يوحنّا المعمدان والبعض الآخر إيليّا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء .فقال لهم :"ومن أنا في قولكم أنتم؟" فأجابه سمعان بطرس :" أنت المسيح ابن الله الحيّ "(مت13:16-16). هذا الإعلان الذي وإن يكن أظهر للتلاميذ أنّ المعلّم هو المسيح، إلاّ أنّه لم يكن كافياً للدلالة على ألوهيّة هذا المعلّم، وإن أشار إليها، فهو أيضاً عاجزٌ عن شرح كيفيّة موت هذا الإله ليحقّق ما كتب عنه وما به هم وعدوا بملكٍ لا بشخص يموت على الصليب. أولم يعاتب بطرس المسيح على نبوءة الموت بقوله :" حاش لك يا ربّ ! لن يصيبك هذا !"؟ (مت22:16؛ مر32:9). لا يأتي المجد إلاّ بعد الهوان. ولا يفهم الأخير إلاّ بعد إدراك مرامي الأوّل.
أيّهما أسهل للاعتقاد ؟ إله مجدٍ أم إلهٌ استشهاد ؟ سيّدٌ يتجلّى أم إله يصلب ؟ أين يحتاج المرء إلى ذروة الإيمان أعلى ثابور أم على الجلجلة ؟ ربّما سؤالٌ كهذا راود ذهن يوحنّا الحبيب الذي عايش الحدثين. المجد كما الصليب ينخرط في إطار الوحي الإلهيّ وفي التاريخ النبويّ للبشريّة. التجلّي هو فقط لمن ارتقوا سحب ثابور عبر سلّم الفضائل بعد تعريجهم على جبل الجلجلة إلى حين. هذا الأمر يختصّ بمن سبق فترة الوحي الإلهيّ بالتجسّد كما يختصّ أيضاً بمن عاصروها ومن يأتون بعدها. لا الأحياء ولا الأموات يعجزهم بلوغ المجد الثابوريّ على الرغم من الموت والألم لا بل بواسطتهما. ومن أجدر من التي جاز "سيفٌ في قلبها" أن تسبقنا إلى ثابور، إلى نور الحياة الجديدة ابنة القيامة المجيدة وهذا ما نعيّد له في الخامس عشر من آب، بعد العيد بتسعة أيّام ؟