الأحد، 6 سبتمبر 2009

دراسات في الحياة الجماعية : الجزء 2

الجماعة مكان انفتاح و حب متبادل

مكان انفتاح

تجمع البشر أواصر اللحم و الدم و الانتماء إلى القرية الواحدة أو القبيلة الواحدة . و يقود آخرين بحثا عن الأمان و الرفاه و إلى التجمع لأنهم متشابهون و لان لهم رؤية واحدة إلى ذواتهم و إلى العالم و لهم رغبة مشتركة في النمو و الحب المتبادل و التعاطف , هؤلاء هم الذي يشكون الجماعة حقاً


و لكن غالباً ما لا تتكاتف الجماعات المختلفة على العمل لمجد الله بل تنغلق إحداها دون الأخرى و كل واحدة تظن أنها الشعب المختار حبيبة الله و الجماعة المصطفات من أجل تغيير وجه العالم و أنها تتفرد بامتلاك الحقيقة , أعضاء تلك الجماعات لا يدركون أن كل جماعة مختارة و أن كل جماعة مدعوة إلى إبراز قبس من مجد الله .

هكذا فأن الجماعات التي لا تتعاون تخلق التفرقة و تحل بينها المنافسة التي تفضي إلى الحسد و الحسد يولد في النهاية البغض و الحرب و الرغبة في التفوق و أبراز الذات فتعجز عن رؤية جمال الآخرين و تقديره .

تدعى الجماعة جماعة حقة عندما تنفتح على الآخرين و تبقى معرضة للتجريح و متواضعة , التي ينمو أعضاؤها في الحب و التعاطف و التواضع و تفقد الجماعة المعنى الحقيقي للجماعة عندما ينغلق أعضاؤها على ذواتهم واثقين من انفرادهم باحتكار الحكمة و الحقيقة .

الميزة الجوهرية لجماعة تعيش الانتماء الحق هي الانفتاح و الاستقبال و الإنصات إلى الله و إلى الوجود و إلى الأشخاص الآخرين و الجماعات الأخرى , فحياة الجماعة تكمن في أن أعيش الحياة الجماعية بإسقاط الحواجز من أجل تقبل الاختلاف .

الجماعة مكان حب متبادل

فضلا عن كون الجماعة كان انتماء و انفتاح هي أيضا حب لكل فرد و هنا يمكن تعريف الجماعة بعناصرها الثلاث و هي : حب كل فرد و الارتباط معا و عيش الرسالة .

في الجماعة يُحب كل فرد , لا الجماعة في معناها المجرد , و أن هؤلاء الأشخاص المرتبطون يؤلفون بل شعب ينهض ليحقق رسالة خاصة .

و لا تكون الجماعة هي جماعة حقة إلا عندما يشرع أعضاؤها يحبون بعضهم بعضا و يهتمون بنمو كل فرد . فعلى قول ديتريش بونهوفر : "من أحب الجماعة دمرها , و من أحب الأخوة بناها"

لا ينبغي أن تكون الجماعة أولوية على الأشخاص فهي موجودة من أجلهم و من أجل نموهم و حمالها و وحدتها ينبعان من إشعاع كل فرد من أفرادها و مما ينطوي عليه من نور و حب و من الطريقة التي بها يحبون بعضهم بعضا .

ففي الجماعة تُهدم الحواجز و تزول المظاهر و الأقنعة و لكن ذلك ليس سهلا , فكثيرون هم الذين بنوا شخصيتهم على إخفاء جراح قلبهم وراء حواجز الاستقلال و الاستغراق في النشاط بغية تأكيد الذات و إحراز النجاح و التحكم . و لا تكون الجماعة هي جماعة حقة إلا عندما يقلع أعضاؤها عن التستر عن الآخرين و عندما تنهار الحواجز و يستطيع الجميع عيش تجربة تواصل .

هناك تعليقان (2):

  1. ّساعدنا يا رب دائماً على الانفتاح تجاه الاخر المختلف عنّا، وساعدنا لكي نخلع عنّا كلّ الأقنعة، فبعرفنا الاخر على حقيقتنا و يحبّنا كما نحن، و نحن بدورنا نقبله كما هو، و هكذا يصبح اختلافنا فيضاً من الغنى، و نكتشف بأنّ كل واحد منّا " فريد و مهم و مميّز "

    ردحذف
  2. الجماعة حوض واسع ينصهر ضمنه الاشخاص بكامل اختلافاهم وبكل مافي جوهرهم من صفات0

    ردحذف