الجماعة مكان للانتماء
أنها المكان الذي يجد فيه المرء أرضه و هويته .
و إن هذا الألم قد يصل لحدة لا تطاق تدفع الولد للمحاولة في كل الأشكال إلى إغفاله و إخفاءه حيث يلجأ إلى الأحلام و العمل الدؤوب و الضجيج و ..... و عندئذ سيستطيع دفن هذا الشعور بالفراغ و العزلة الذي نجم عن عدم التواصل و بالتالي يدفن قلبه الجريح المتعطش للتواصل .
قد يكون لنا في ما يتعلق بالحب و التواصل و الانتماء مواقف مزدوجة , ففي كل شخص رغبة كبيرة في التواصل و الانتماء و لكن في نفس الوقت لديه شعور خوف منها , فالحب هو أكثر الأشياء التي نحتاجها و في نفس الوقت هو أكثر ما نخاف منه فهو يفتحنا على الآخرين و يبرز مواهبنا و لكنه في نفس الوقت يعرضنا لجروح الرفض و الفرق .
أننا نرغب في الانتماء إلى جماعة معينة و في الآن عينه نخشى في أن نلقى فيها شيئا من الموت حيث من الممكن أن نفقد فرادتنا , كما أننا نرغب في الحب و لكننا نتهيب مما يقتضيه من تبعية و التزام ....
إن كلمة جماعة هي لا تعني فقط عبارة عن مجموعة من الأشخاص و لكن لها معان أكبر فالشعب هو عبارة عن جماعة أيضا
شعبي هو جماعتي
هذا ما نناشد له فنحن أعضاء جسد واحد , فكلمة شعبي لا تعني أنني أنبذ الأخرين بل تعني أنني أنطلق إلى البشرية جمعاء و لا يسعني أن أكون أخا كونيا أن لم أحب في البداية جماعتي و بالتالي شعبي ......
الجماعة لا تهب المرء بل تساعده أيضا على تحمل وحدته في لقاء شخصي مع الله و بذلك أيضا الجماعة مشرعة على الكون و الاخر.
أننا ننتمي إلى للوجود و لجميعنا ما نتلقاه منه و ما نعطيه إياه . إننا جميعا جزء من كل.
و الخطر يكمن في إغفالنا ذلك و في اعتقادنا أننا مركز العالم و أن الآخرين موجودون من أجلنا , علينا إذن, التخلي عن هذا الضرب من الأنانية المدمرة لكي ننبعث على حب يعلمان الأخذ و العطاء
---------------------------------------------------------------------
المصدر : الحياة الجماعية , مكان صفح و عيد – جان فانييه
0 التعليقات:
إرسال تعليق